لا تزال الصدمة تخيم على الرأي العام اللبناني بعد انكشاف جريمة مروّعة وقعت في بلدة القاع في أقصى شرق البقاع، حيث أقدم عسكري متقاعد على اغتصاب أكثر من عشرة أطفال من الجنسين، إثر دسّ مخدّر لهم في العصير ثم ممارسة أفعال جنسية مُشينة معهم وتصويرهم تحت تأثير المخدّر قبل أن تتمكن مخابرات الجيش اللبناني من توقيفه.
يغتصبهم في منزله
وفي تفاصيل تلك القضية التي هزت الشارع اللبناني، بحسب روايات عدد من أهالي القاع تحدّثوا لـ"العربية.نت"، فإن الجاني المدعو إلياس ضاهر ضاهر (54 عاماً ومتقاعد في الجيش اللبناني) كان يترصّد ضحاياه من خلال دعوتهم إلى منزله الذي يسكن فيه وحيداً بعد وفاة والديه، فيعمد إلى تخديرهم ثم هتك أعراضهم.
وما أثار "صدمة" الأهالي أن سلوك ضاهر لم يوحِ يوماً بأنه "مُغتصب أطفال"، إذ كان شخصاً مسالماً.
فقد كان كل من في البلدة يظنه شخصاً "أهبل"، لأنه غالباً ما كان برفقة أطفال ومراهقين ما دون العشرين وليس أشخاصاً من عمره.
وأشارت روايات الأهالي إلى "أن المُغتصب بدأ بأفعاله الشنيعة منذ أكثر من عام، وكان يمارسها في منزله".
صغير واجهه.. فاعترف
فيما أفاد مصدر رسمي لـ "العربية.نت" أن الأجهزة الأمنية اشتبهت بسلوكه غير السوي منذ فترة، فوضعته تحت المراقبة إلى أن شاهدت طفلاً (15 عاماً) دخل إلى منزله ليخرج بعد نصف ساعة.
فتوجّهت إلى والده وأخبرته بوجود شبهات حول هذا الشخص الذي يتردد إليه ابنه، وطلبت منه أن يسأله عنه. حينها سأل الأب ابنه لكنه أنكر في البداية، قبل أن يخبره لاحقاً بما كان يفعل به وبغيره من الأطفال، لتكرّ بعد ذلك سبحة شهادات الصغار الضحايا لأهاليهم".
فبعد كشف طبيب على أحد الضحايا، تبيّن أنه تعرّض للاغتصاب، فواجه الطفل الضحية الجاني بما حصل معه، ليعترف الأخير بفعلته.
وليل الأربعاء الماضي، اجتمعت فاعليات البلدة الرسمية والسياسية والروحية والتربوية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار ما حصل وتأمين الرعاية اللازمة للأطفال، بعد أن ألقت القوى الأمنية القبض على الجاني بناءً على شهادة الضحايا.
يعطيهم المخدرات قبل أن يغتصبهم
وفيما التحقيقات تُستكمل تحت إشراف النائب العام الاستئنافي في البقاع القاضي منيف بركات، أوضح محافظ بعلبك-الهرمل، بشير خضر لـ"العربية.نت": "أن الأولوية اليوم مواكبة الضحايا وتأمين الدعم النفسي لهم من أجل تخطّي ما حصل، خصوصاً أن الجاني كان يُعطيهم المخدرات قبل أن يغتصبهم".
10 ضحايا
كما أوضح المحافظ "أن الضحايا من الجنسين وعددهم قرابة 10 أطفال".
وفي حين أثارت القضية غضب اللبنانيين الذين تفاعلوا معها بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، داعين إلى إعدام الجاني في ساحة البلدة ولو أن القانون اللبناني يُحرّم تلك العقوبة، أشار رئيس بلدية القاع، بشير مطر لـ"العربية.نت" إلى "أن القضية باتت في عهدة القضاء، والجريمة مُستنكرة ومرفوضة مهما كان عدد الأطفال، ونحن كبلدية سنتّخذ صفة الادّعاء على الجاني".
إلى ذلك، نفى "أن يكون هناك جهات سياسية أو دينية تغطّي الجاني كما يروّج". ولفت إلى "أن فاعليات البلدة اجتمعت وأصدرت توصيات ستباشر بتنفيذها وتتمحور جميعها حول تأمين الدعم النفسي للأطفال وأهاليهم وتحصين المدارس مع الاعتراف بالتقصير في هذا الموضوع".
ملاحقة شبكة ترويج المخدرات
كما شدد مطر على ضرورة تحليل الأجهزة الأمنية داتا الاتصالات الخاصة بالمتهم من أجل معرفة مصدر المخدرات التي كان يعطيها لضحاياه، من أجل كشف شركائه الذين يروّجون المخدرات".
وكان وفد من جمعية "أبعاد"، وهي جمعية تُعنى بتوفير الرعاية الطبّية والنفسية لضحايا العنف الجنسي، توجه أمس الأربعاء إلى البلدة من أجل تقديم المساعدة للضحايا.
كما توجّه نواب إلى القاع من أجل متابعة القضية.