اميركا تصعّد: الصين ممنوعة من تقنيّات الذكاء الاصطناعي

اميركا تصعّد: الصين ممنوعة من تقنيّات الذكاء الاصطناعي



 أميركا تصعّد: الصين ممنوعة من تقنيّات الذكاء الاصطناعي!


أمرت الولايات المتحدة شركة TSMC التايوانية المهيمنة على نحو 60 في المئة من سوق أشباه الموصلات في العالم، بوقف شحنات الشرائح الإلكترونية المتقدّمة إلى الشركات الصينية، بدءاً من أوّل من أمس الاثنين. 

كما أرسلت وزارة التجارة الأميركية خطاباً إلى شركة TSMC تفرض فيه قيوداً على تصدير الرقائق الإلكترونية المتقدّمة التي يبلغ حجمها 7 نانومترات أو أقلّ، والتي تدخل في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي الإلكترونية ووحدات معالجة الرسومات (GPU) .


واستند القرار الأميركي إلى إخطارٍ من شركة TSMC لوزارة التجارة، بالعثور على إحدى رقائقها في معالج للذكاء الاصطناعي في هاتف من شركة «هواوي» الصينية المدرجة على قائمة العقوبات الأميركية التي تمنعها من استيراد أي سلع أو تكنولوجيا غربية. وقال متحدّث باسم TSMC إنّ الشركة ملتزمة بالقانون وجميع القواعد وضوابط التصدير المعمول بها. 

وفي السياق نفسه، صرّحت وزارة الاقتصاد التايوانيّة بأنها أجرت مناقشات مع TSMC بشأن قضايا مراقبة الصادرات، موضحةً «أنها ستمتثل للقوانين المحلية والدولية».


تُستخدم أشباه الموصلات المتقدّمة في تصنيع الشرائح اللازمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي، إذ تسهم في تحسين كفاءة التدريب وتحليل البيانات. وكلما صغر حجم الشرائح، زادت قدرتها على المعالجة وانخفض استهلاكها للطاقة. لكن على أرض الواقع، تستمرّ شركات التكنولوجيا الكبرى في إضافة شرائح جديدة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، ما يعني تزايداً مستمراً في استهلاك الطاقة.


وفي ما يتعلّق بشركة TSMC، أشار تقرير صادر عن موقع Jiwei الصيني المتخصّص في العلوم والتكنولوجيا، إلى أنّ إيرادات الشركة من تصنيع الرقائق بحجم 3 نانومترات شكلّت نحو 20 في المئة من إجمالي الإيرادات في الربع الثالث من العام الحالي، في حين حازت الرقائق بحجم 5 نانومترات على النسبة الأعلى (32 في المئة)، مع مساهمة الرقائق بحجم 7 نانومترات بـ17 في المئة من الإيرادات.


وعلى صعيد آخر، بلغت عائدات الشركة من مبيعاتها إلى الصين حوالى 11 في المئة في المدة نفسها، بعدما كانت تمثّل 12 في المئة من عائداتها في 2023. ورغم أنّ مبيعات TSMC في السوق الصينية تشكّل حوالى عُشر إجمالي مبيعاتها فقط، إلا أنّ هذا الرقم يُترجم إلى مليارات الدولارات، ما يشكّل ضربة قويّة إلى العملاق التايواني! 


ويأتي هذا التصعيد من إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، في مرحلةٍ حساسة قبل أسابيع قليلة من تسليم البيت الأبيض للرئيس المنتخب، دونالد ترامب. علماً أنّ هذا الأخير توعّد بفرض تعريفات جمركيّة بنسبة 60 في المئة على واردات بلاده التي تبلغ أكثر من 360 مليار دولار من الصين، وفقاً لوكالة «أسوشيتد برس». 

إذ انتقد ترامب نهج سلفه مع الصين، متوعّداً بتعامل أكثر قسوة معها، وصولاً إلى إمكانيّة رفع التعريفات الجمركية إلى 200 في المئة، بهدف زيادة الضغط على الاقتصاد الصيني (علماً أن كلفة التعرفة الضريبية يدفعها المستهلك الأميركي). لكنّ حدّية الرئيس الجمهوري طالت الحليفة تايوان أيضاً، فاتهمها بسرقة صناعة الشرائح الإلكترونية من الولايات المتحدة. كما اعتبر ترامب أنّ شراء تايوان أسلحة أميركية بقيمة مئات ملايين الدولارات أمرٌ غير كافٍ، ويجب عليها أن تدفع للبلاد مقابل حمايتها من الصين.


صحيح أنّ TSMC أكّدت مضيّها في مشروع بناء ثلاث منشآت تصنيع في ولاية أريزونا الأميركية بقيمة 65 مليار دولار، إلا أنّ وزير الاقتصاد التايواني، كيو جيه هوي، لفت إلى منع الشركة من إخراج تقنيّة تصنيع الشرائح بحجم 2 نانومتر إلى خارج البلاد، ومن ضمنها المصنع الجديد في أريزونا، في سياق ما اعتبره حقّ تايوان في حماية تقنيّاتها التكنولوجيّة.

وتعمل الصين جاهدة لامتلاك القدرة على تصنيع الشرائح المتقدّمة. ففي الأشهر الماضية، أعلنت شركة «الصين الدولية لتصنيع أشباه الموصلات (SMIC) » عن بدء تصنيعها رقائق بحجم 7 نانومترات لمجالات محدّدة، مثل تعدين العملات المشفّرة وهواتف «هواوي» الذكية. لكنّ التقدّم، على أهميّته، لا يعوّض حاجة الصين الكبيرة إلى الشرائح الأصغر حجماً.

إرسال تعليق

أحدث أقدم