تصعيد ام إتفاق ماذا ينتظر لبنان

تصعيد ام إتفاق ماذا ينتظر لبنان





كثر الحديث عن إبرام اتفاق وأنه قاب قوسين أو أدنى، وأن التحرك الدبلوماسي الذي يقوده هوشكتاين قد يثمر بحدوث إتفاق وأن هناك ردود إيجابية على مسودة الاتفاق.

لكن السؤال هل وصلت الأمور الي درجة أن تختمر الظروف لعقد مثل هذا الاتفاق.

إسرائيلياً الاتفاق الذي يمكن توافق عليه والذي يحقق لها الانجاز هو أن تستسلم المقاومة، فهل وصلت المقاومة لهذا الحد، أم أن الظرف الذي تعيشه دولة الاحتلال لا يؤهلها لفرض هذا الحال على المقاومة، وإذا لم يكن الاتفاق بهذا المستوى ماذا يعني ذلك إسرائيلياً، أولا فشل إسرائيلي بتحقيق أهداف الحرب وأهم هذه الأهداف دفع الخطر الذي يمثله حزب الله الي ما وراء الليطاني، إتفاق بمثل هذه الظروف دخول دولة الاحتلال دوامة الصراع الداخلي والذي بدأت الإشارات أكثر وضوحا عليه، في ظل سعي نتنياهو تكريس السيطرة على كل المفاصل في دولة الكيان الجيش الأمن القضاء التشريع، الإتفاق الان دون أن يكون قادرا على فرض الاستسلام على المقاومة يعني فشل إسرائيل في تحقيق النصر الحاسم الذي أعلن عنه نتنياهو وسخرت له ترسانة الغرب العسكرية والتغطية السياسية، وهذا يعني تغير موازين القوى في المنطقة لصالح محور المقاومة وهذا ما لا تقبل به أمريكا ودولة الاحتلال ونظم التطبيع العربي.

أما على مستوى المقاومة هل يرتقي المطروح لمستوى الواقع الميداني الذي حققته من خلال المواجهة العسكرية.

كثر الحديث عن القرار 1701 والذي كان بعد حرب 2006 والذي شكل إنجاز في تلك المرحلة فهل الواقع والحال الذي حققه حزب أقل من الواقع الذي فرضه في عام 2006 حتى يقبل بأقل منه، ثم أن المقاومة محكومة بالخطوط العريضة التي أعلنها الأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله رضوان الله عليه، وهي لا انفكاك بين غزة ولبنان ولا عودة لما وراء الليطاني وهل الواقع الميداني يجبر حزب الله على قبول مثل هذا الاتفاق.

الواقع الميداني افضل بكثير من ما كان عليه عام 2006 فدولة الاحتلال لا تستطيع الدخول الي لبنان سوى لبضع كيلومترات وتتكبد الخسائر، لم يكن الوضع الدولي على ما هو عليه اليوم حيث كانت الولايات المتحدة القوى العالمية المستبدة على العالم، لم تكن الخلافات داخل دولة الاحتلال بهذا الحجم وهذا المستوى، لم يكن جيش الاحتلال منهك قاتل سنة في غزة وتكبد الخسائر ونقص في عدد الجنود والاليات.

حرب استنزاف على جبهات متعددة.

فما الذي سيجبر حزب الله على القبول بمثل هذا الاتفاق.

اعتقد أنه لا إسرائيليا ولا لمحور المقاومة أصبح الوضع مختمر لعقد اتفاق وأن التصعيد سيكون هو المتحكم بالمشهد وأن يد المقاومة لحد الآن هي العليا رغم أن الظروف صعبة، إلا أن عامل الوقت يضاعف المشاكل داخل دولة الكيان والمتابع للتصريحات والإعلام العبري يملس مقدار الأزمة التي تمر بها دولة الكيان.





إرسال تعليق

أحدث أقدم