برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد ان تحررت من سجنها الكبير

برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد ان تحررت من سجنها الكبير


 ‏صدر عن الرئيس سعد الحريري البيان التالي:

سقط الأسد. ها قد اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبة ويفتحوا أخرى. هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء.

كم أنا سعيد برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد ان تحررت من سجنها الكبير. اليوم تكرّسون بجميع ألوانكم ومشاربكم عرس سوريا بسقوط دكتاتورها، الذي روع السوريين واللبنانيين وابتزّ العرب والعالم.


سقط النظام الذي تاجر بفلسطين اكثر من نصف قرن، بعدما باع الجولان رخيصا وباع نفسه لكل من دفع له او دافع عنه بوجه شعبه.

سقط الأسد وسقط القناع عن القناع، ليظهر جبنه وغدره لأقرب المقربين، فلا عجب ان يغدر بسوريا وحاضنته العربية.

سقوط الأسد هو سقوط لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج. هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلها بأبشع الصور.

لكن سقوط الدكتاتور لا يعني شيئا، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد كما الطوائف والتعسف في ممارسة السلطة.

وحده دفن هذه الممارسات بعد سقوط النظام يضمن قيامة سوريا وطنا ودولة لكل سورية وسوري، واثبات للسوريين والعالم بان الثورة السورية اكبر من ان تقع بفخ نهج الأسد، واقوى من ان تسقط بمستنقع الفتنة والفوضى، وبعيدة كل البعد عن اي شكل من أشكال التطرف.



ان وعي السوريين وقادة ثورتهم، اذهل العالم، واعطى نموذجا لنبذ العنف والانتقام، وأظهر وجه الثورة الحقيقي، وحقيقة السوريين الذين قدموا للعالم نموذجا بالتسامح والوعي، سيكون مفخرة العرب في تاريخهم المعاصر، وعبرة للأجيال القادمة.

وتبقى العبرة الأكبر هي المحافظة على ما انجز، واكمال عرس الانتقال الحضاري للسلطة، والذي سيحول سوريا الأسد الغابرة، إلى سوريا الشعب والحرية.



والواقع ان سوريا والحرية حكاية ألم وأمل… فهي نداء الثورة الأول، و هي حكاية نضال شعب رفع لواء الحرية فقدم دونها دمه، ويوم الحساب حقن الدماء، في واحدة من اعظم عبر التاريخ واكثرها ألقا ومجدا.

المجد لشهداء سوريا وأبطالها.

وقد قلنا في لبنان يوما إلى اللقاء سوريا وها قد التقينا لنجدد العهد و نحقق الوعد من اجل أبنائنا من اجل حاضرنا، ومن اجل المستقبل.



 




إرسال تعليق

أحدث أقدم